متهماً بضرب ضابط شرطةخبر وصورة في صفحة الحوادث بجريدة قومية، لفتا انتباه أب فقد ابنه منذ عام في مدينة نصر، نظر إلي الصورة اكتشف أنها صورة ابنه الضائع، قرأ عنوان الخبر «القبض علي أخرس يعتدي علي ضابط شرطة»، تعمق الأب أكثر في قراءة الخبر، اكتشف أن ابنه الصغير متهم بانتحال صفة أخرس، وافتعال مشادة مع ضابط شرطة، رفع رأسه إلي السماء، وشكر الله أنه استطاع معرفة مكان ابنه الضائع منذ عام، خاصة بعد أن بحث عنه في كل مكان دون جدوي، سارع إلي مديرية أمن القاهرة،
سأل عن الضابط وعن ابنه، أخبروه أن الضابط ليس من ضباط المباحث، ولكنه من ضباط القوات الخاصة المكلفة بحماية الشخصيات المهمة، وأمروه بالسؤال عن طفله في قسم مدينة نصر، اتجه إلي هناك، ولكنه فشل أيضاً في رؤية ابنه.. التفاصيل في السطور التالية:
يقول سيد محمود السيد، الأب المسكين: نزل ابني عمر ١٤ سنة إلي المدرسة ليلة ١٢ نوفمبر الماضي، ومن وقتها لم أره مرة ثانية، اختفي وكأنه تبخر في الهواء، بحثت عنه في كل مكان، وذهبت إلي قسم الشرطة، وقدمت بلاغاً عن اختفاء ابني، ولم يحدث شيء، وبعد مرور عدة شهور، وفي يوم ٢٧ مايو الماضي، اشتريت إحدي الجرائد، وبدأت في تصفحها، امتدت يدي إلي صفحة الحوادث، فوجئت بخبر وصورة ابني عمر،
وكتب تحتها الطفل الأخرس، قرأت عنوان الخبر، وبدأت في قراءة المضمون، اكتشفت أنه متهم بانتحال صفة أخرس، والتعدي علي ضابط شرطة، وافتعال مشادة معه، لم ينشغل بالي بالتهم، أو بكونه مقبوضاً عليه في قسم الشرطة، وكنت سعيداً لأنني عثرت علي ابني الضائع، سارعت إلي مديرية الأمن، وسألت عن الضابط حتي «استسمحه»، أخبروني أنه ليس ضابط مباحث، ولكنه ضابط من القوات الخاصة المكلفة بحماية الشخصيات المهمة،
سألت عن عمر، فقالوا لي: «اسأل عنه في قسم مدينة نصر»، وبالفعل توجهت إلي هناك، ولكنني لم أعثر عليه، وأرسله ضابط القسم إلي قسم القاهرة الجديدة، ومنه إلي قسم مصر الجديدة، وعندما وصل إلي نهاية المطاف أمروه بأن يبحث عن طفله في مباحث الأحداث، عاد إلي قسم مصر الجديدة، وهناك أخبروه أن ابنه تم إخلاء سبيله منذ أيام.
وأضاف الأب: وقتها شعرت بأن طفلي عاد إلي الضياع، عاد إلي الشارع وضاع مني مرة ثانية، بعد أن اقتربت منه، وكل ما أتمناه أن تساعدني الشرطة في الحصول علي ابني الضائع، قبل أن يضيع مني للأبد، فمنذ ضياعه أهملت عملي وأجوب الشوارع ليل نهار بحثاً عنه، وفي يدي طفلان آخران هما شقيقاه، وتراكم إيجار المسكن علي، ولم أستطع دفعه، فطردني صاحب المنزل في الشارع، وأتمني رؤية ابني قبل أن أموت،
وقبل أن يتحول إلي مجرم تراه الناس كلها علي صفحات الحوادث في الجرائد.. أناشد اللواء إسماعيل الشاعر مدير الأمن بإعطاء تعليماته لمساعدتي في العثور علي طفلي قبل أن يتحول لمجرم.