المفتى وكارثة جديدة

Admin المساهمات : 80 تاريخ التسجيل : 21/09/2007

[b][color=yellow]

خرج الدكتور على جمعة بخسائر ضخمة من موقعة التبرك ببول الرسول التي فقد فيها الكثير من رصيده ويبدو أن جمعة لم يتعلم من الدرس بعد وعاد للفتاوى المثيرة للجدل مرة أخرى فأصدر فتويان من المتوقع أن تجعله عرضة للقذائف الأولى تبيح للطلبة الإفطار في رمضان إذا خافوا من الرسوب أما الثانية فهي إباحته الاستحمام باللبن والتخلص من بقاياه في المجاري.

استند المفتي في فتواه بإباحة الفطر للطلبة على أنه ينبغي على انه ينبغي أن يفرق بين من يستطيع المذاكرة مع نوع من المشقة وبين من لا يمكنه المذاكرة اصلا بسبب الصوم، وبين من لا يجد عائلا يعوله وينفق عليه، ومن ينفق هو على نفسه أو عياله بحيث أن رسوبه سيؤثر على حياته العملية التي لابد منها لكسب قوته وقوت عياله فإذا احتاج المكلف شرعا احتياجا أكيدا يؤثر على معيشته أو معيشة من يعوله إلى المذاكرة في نهار رمضان وغلب على ظنه أن صومه يقضي إلى رسوبه المستلزم لضعفه وعجزه عن إكمال مسيرته التعليمية التي لابد له منها فإنه في هذه الحالة يباح له الفطر آخذا بما استظهره ابن عابدين وغيره من إباحة الفطر للخباز ونحوه من أرباب الحرف الشاقة وقال المفتي الواجب على هؤلاء الطلاب قضاء ما أفطروه فور زوال الظرف الطارئ وأن هذه الفتوى مشروطة بكون مذاكرة الطالب مضطرا إليها في شهر رمضان ولا يمكن تأجيلها .

أما فتوى الاستحمام باللبن فجاءت ردا على سؤال حول حكم بناء فندق أو الشراكة فيه ويكون متضمنا مواصفات معينة منها وجود حمامات اللبن التي تستحم فيها السيدات لأغراض تجميلية وعلاجية علما بأن اللبن يرمى في المجاري ولا يستعمله الإنسان؟

واستند المفتى في حكمه بإباحة الاستحمام باللبن إلى دراسة قامت بها دار الإفتاء تحت إشرافه وخلصت إلى أن استخدام اللبن إن كان المقصود منه أمور علاجية أو تجميلية فلا مانع في ذلك ، ووجه الانتفاع بما خلق الله سبحانه وتعالى من الأشياء المحيطة بالإنسان تختلف باختلاف طبائع البشر وعاداتهم فالانتفاع والاستعمال للأشياء يتغير بتغير الزمان وتطور معارف الإنسان بما قد يعود عليه من النفع لاستخدام الأشياء.

وواصل الدكتور جمعة تحليله لفتواه قائلا: الاستحمام باللبن يدخل في بابالعلاج والعناية بالجسم، فقد نص فقهاء الشافعية على جواز التيمم للمريض فترك الواجب وهو الوضوء واستخدام الرخصة وهو التيمم من أجل الحفاظ على ظاهرالبدن مما يدل على اهتمام الشرع بالشكل الجمالي لظاهر البدن.

أما رمي اللبن بعد استخدامه في الصرف فهو أمر لا بأس به لأنه لا يتصوراستخدامه بعد ذلك في التغذية ولا يعد إسرافا لأنه قد يكون فيه مجاوزة من الحلال إلى الحرام، وقد يكون بمجاوزة الحق في الإنفاق ويضيف المفتي: والتجميل لم يمانع منه الشرع بل طلبه ورغب فيه ، من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى إذا أنعم على عبد أحب أن يرى أثر نعمته عليه وقول الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال فهذه الآثار وغيرها تدل على عناية السلف بمظهرهم من اللباس وحسن الزينة مما قد يعده بعد الناس الآن من الإسراف وليس كذلك واستخدام اللبن في الاستحمام قد تتحقق منه فائدة معتد بها لأنه قد يكون للعلاج أو للتجمل فإن كان للعلاج فلا لوم على الإنسان إنسعى في تحصيله ولا حد يمكن أن يوضع في الإنفاق من أجله فالنفقة فيه تكون
بحسب الحاجة للوصول للمقصود وان كان للتجمل كأن يستخدم في أحواض الاستحمام فيتسبب في اكساب الجلد طراوة ونعومة مما يجعله اكثر مقاومة للتجاعيد والانكماشات فهو يمكن اعتباره من المندوبات إن حسنت النية ولا يكون هذا من السرف في شئ أما التعامل مع هذا اللبن بعد استخدامه فيما ذكر فلو وجدت طريقة للاستفادة به في غير الغذاء للإنسان بان يستخدم للحيوان والنبات أو فيالصناعة بشروطها ومواصفاتها أو في أي وجه من أوجه النفع العام أو الخاص فهوأحسن.

الدكتور علي جمعة بفتواه فتح الباب امام صدام جديد بينه وبين رجال الدين الذين حملوه في مسألة الفطر في رمضان ذنب كل الطلبة والمراهقين الذين سيفطرون بسبب فتواه.

أما بالنسبة لفتوى الاستحمام باللبن قالوا فيها انها فتوى خطيرة يمكن أن تؤدي إلى اتساع هوة الاحقاد بين الفقراء والأثرياء فحمام من اللبن ممكن أن يكفي ثمنه لإطعام عائلة فقيرة شهر أو يزيد وأيضا منهم من قال أن المفتي أخطأ لأن هذا إفراط وتفريط واللبن نعمة من نعم الله ولا يجوز التفريط فيها بهذا الشكل. ولم يرد ايضا عن أي امة أو أي طبيب أو أي زمان أن اللبن علاج وكثير من علماء الدين رفضوا فتوى الاستحمام باللبن .